دعيني مواجهاً للريح
ليألف وجهها وجهي
دعيني الآن كالورقة
أقابل أحرف الوله
دعي المطر
يبلل قامتي النزقة
دعي يدك
تضيع بين كفًّي، لنفترقَ
فأول ما يقدمه
لك من لست تعرفه
هو يده
وآخر ما يقدمه
لك من فيك التصق
هو يده
دعيني أمر
في عينيك
في شفتيك
في كلمات من مرّوا
دعيني الآن
في بوابة المنفى، لأحترقَ
* * *
أحس بوحدة كبرى
تحاصرني مع الناس
أحس بنكهةٍ للموتْ
أرادوني بأن أحيا
مع الكذب لكل الوقتْ
أرادوا أن يكون غداً
بلا رجعٍ
فمات الصوتْ
دعيني الآنَ
إني مللتْ
* * *
تدافعنا مع الأشياءْ
فيابسة تزاحمها
بحار الماءْ
همومٌ
ضجةٌ وبكاءْ
تلون أفقنا الوردي بالأحمرْ
وسالت في البقاع دماءْ
لماذا يقتل البعض قصائدنا
ليبقى الخوف في الأنحاءْ
أهذا الكون يتسع
لكل الناسِ
للضعفاءْ
دعيني أرحل علّي
ألاقي نفسي في المنفى
دعيني
أكره الخوفَ
سأُرجِع كفك الآنَ
فلا تبكي
ولا تتصببي عرقا
أحس بدمعك المجروح، يا قلباً
بحزن الكون قد خفقَ
ولكن القضاء أتى
دعيني حتى نفترقَ